أنت تخون نفسك

[عبدالحليم طيطي]

انت تخون نفسك

.

**أنت تخون نفسك لا تعلّمها ولا تزكّيها ….وهي أمانتك …فكيف تعمل في اماناتك …علّمتها الجريمة والله يعاقبها بالجحيم …فلماذا تقتل نفسك …لكلّ انسان رحلة ورحلتي ليست لطعام وشراب كانت بل كنت أقود نفسي كما يقود صبيٌ أعمى في الطريق والظلام والأخطار ….واليوم أنا أنتهي الى الله والنعيم

..صرتُ مفكرا لأنّي لم أطمئنَّ لعمل أعمله والموت يجري كالعاصفة …تضرب مراكبهم وأنا أتعجّب كيف حياة في عاصفة …!!

ورأيتهم يموتون وتتغيّر حياتهم الى الموت كما يحور شجر الحور ………………….خرجتُ من نفسي المهترئة كما تهرب من بيت متداع واتحدّتُ مع الحياة ….لا أغبط حياة تنتهي في المقابر ..بل تجتاز الى السماء




كنتُ إذا رأيتُ المطر أو أسمع الريح أفرح …فأقول : ولكنني سأموت فما معنى الفرح …ونحن قرب الموت ..وكلّ ما فوق الأرض لا يُسعدك لأنه ميت معك ..فأين السلام ….قلتُ : السلام هو الإيمان ..الله فقط من يجعل الموت مقبولا …إذا أمنتَ منه وكلّما خفناه خفنا الموت ….فإذا غنيتَ كن قرب الله وإذا افتقرت كن قرب الله وأينما كنت قربه لا يشقيك الموت ….وأولئك مهما كانوا لا أغبطهم …فهم بعيدا عن الله كأطفال يمرحون في الجحيم ……خذ ما تشاء من النعم ولكن كن معها مؤمنا …كي لا تصير نقمة وجحيما ……………….

.

.

**يؤمنون بالجنة وهي هنا قريبة بعد ثنيّة أو ثنيّتين …ويفكرون بالدنيا ولا يفكّرون بها !!...إنما حياة المؤمنين كحياة العاشقين ..يعيشون بالحلم والأشواق ….أكثر من عيشهم في الواقع ….وينتظرون غدهم الجميل ….فإذا جاء أنصاف المؤمنين - سمعوا بالجنة فصلّوا وصاموا - ولم يحلموا ولم يشتاقوا …..فهؤلاء تجّار لا يريدون خسارة شيء …ومن يعرف الله يكتفي به عن الحياة وعن كلّ شيء ,,, وعن كلّ حُب ……المؤمن هو صاحب هذا العالًم …..الله أعطاه إيّاه ..الله نور ولا نراه إلّا بنور من قلوبنا





**قلت له : وأمامك طريق طويلة لا ترى نهايتها ..هل تراها بعينك أم بعقلك ….!!..خلق الله عقلك ليرى ما لا ترى عينك ..فانظر بعقلك تعدك السماء بالخلود وانظر بعينك لا ترى سوى هذه الأرض التي تعدك بالموت



..
عبدالحليم الطيطي

[عبدالحليم طيطي]

…ومشى وقال : سأعود أرسمُ …وإن لم يكن معي أحد فأنا مع نفسي وأريد أن أكشف أغطية هذه الحياة ….ألسنا نكشف الأغطية عن الحياة الغامضة لنعرف اسرارها ونعيش فيها بسلام وأمان …وأنا حيّ أفهمُ لنفسي …كي أقتربَ أكثر من حقيقتها …..أحسّ كأني أعبرُ نفقاً مظلماً وبينما أمشي أنتظر أن تبزغ الشمس بعد بعض ثنيّاته ……فلأكتبْ ولأعبّر عن نفسي ..أفهمُ عِلماً كأنّ الله أودعه في داخلي ..ما عليَّ سوى البحث في أعماقي بصدق ……….!!

…وصار يستغرقُ ثم يكتبُ خطوطا …ويرسم …… صورا جميلة ..قال:…أكلّ هذا من أعماقي أم من خيالي الذي يخلق ويُنشيء الصور ……!…………………….فانا مَن يُنشىء الصوَر وأريد أن يرى الناس مجدي ….!

…….فصار يرسم أُناساً كثيرين …..وتمنى أن يجعلهم الله حقيقة ….فصاروا حقيقة …وبعدما نظروا إلى صوَره أعجبتهم كثيرا ….ولكن أعجبتهم الغابة وما فيها أكثر ….فانتشروا في الغابة فرحين وتركوه …!…..فدعا أن يعودوا إلى ظلام العدم والجحيم

[عبدالحليم طيطي]

وأتلفّتُ خلفي وأنا أتناول افطاري في الصباح الباكر …خائفا من الفناء واينما أذهب فالفاء يهدّدني …وأين اشعر بالسلام …

أنا أريد مأوىً آوي اليه لا يطاله الفناء كماشٍ في الصحراء اللاهبة الجرداء يبحث عن ظلّ شجرة ….ولا يجد …

..وفجأة يرى ذلك الذي يُصلّي تحت الظلّ في الصحراء …ولا تطاله الشمس ويشعر بالسلام ……فيصلّي معه

[عبدالحليم طيطي]

نموت ...
.ليُحيينا مشرقين من جديد
فالله يحبُّ اشراقة النور
في كلّ شيء......يمشي في ذاك الخلود
.