هي: أتعلم؟ كنتُ أتمنى الخلاص، ولكنني لم أسعَ إليه.
-: ثم ماذا؟
هي: ثم كأن عناية الله أتت لتخلصني… ولكن، لم أطق هذا الخلاص.
-: لماذا؟
هي: إنه شَرك الحب! لقد وقعتُ فيه.
-: وماذا بعد؟
هي: لا أعلم… ولكنني أتمنى!
-: وما الذي تتمنينه؟
هي: أتمنى أن أنسى، لكنني لا أسمح لنفسي بالنسيان.
أتمنى أن أتمتع بالكثير من الصبر، ومع ذلك لا أصبر.
أتمنى أن أسامح، ولكنني لا أسامح.
أتمنى أن نعود، ومع ذلك لا أريد العودة!
-: أظنكِ قد جننتِ!
هي: لا أعلم… ولكنني أتمنى!
-: وتتمنين أن تكوني قد أصبتِ بالجنون؟ يبدو أنكِ حقًا قد جننتِ.
هي: أتمنى أن يصيبني الجنون، فألعن الفراق والبعد، وأتجاهل صوت الكبرياء، وأتجاوز الخلافات لنعود… ولكن!
-: لكن ماذا؟
هي: أظنه لا يستحقني أبدًا.
-: إذًا، لا تعودي.
هي: بالتأكيد لن أعود، ولكنني أتمنى أن يعود.
-: لقد ضقتُ بكِ ذرعًا. وعليكِ أن تعلمي أنكِ ستعيشين في صندوق الماضي حبيسةً للذكريات، وسوف يفتك بكِ الوعي حين تدركين أنكِ واهمة.
هي: وأنا أيضًا ضقتُ بي ذرعًا… تمنى لي النجاة، أرجوك.
-: هونِي عليكِ، سوف تتخطين كل هذا. إنه الوقت!
هي: لا أظن… ولكنني أتمنى!


صمتطويل


هي: أتعلم؟ ربما لا جدوى من كل هذا الحديث.
-: ربما.
هي: ربما نحن فقط نتلاعب بالكلمات، ونبحث عن إجابات لن نجدها.
-: وهل تظنين أن هناك إجابات فعلًا؟
هي: لا أعلم… ربما الإجابات أصعب من الأسئلة.
-: وإن لم تجديها؟
هي: سنظل ندور في دوائر مغلقة… كما نفعل الآن.
-: وماذا بعد؟
هي: لا شيء، سوى أنني سأظل أتمنى.
-: تتمنين ماذا؟
هي: أن أجد طريقًا… أو أن تضيع الطرق كلها، فلا أضطر للاختيار.


صمتطويلهذهالمرة،وكأنالكلماتقدانتهت،أوربمالمتبدأبعد.