-
باحث
إنا الآن
رقم العضوية :
57643
تاريخ التسجيل :
Mar 2021
المشاركات :
126
الأقامة : الأردن
SMS
ذكريات معلم
..قال ........
...بعد يوم تقاعدي .....عدتُ الى البيت بدل الذهاب إلى المدرسة ،،أحسسْتُ كأنّي فرغتُ من كلّ شيء ،،لقد أتيتُ على الستّين ،،وأشعر أن ظلّ الموت يلاحقني ،،،كأنّ أحداً يقول لي : لا يحقُّ لك السير بعد هذا الحدّ ،،الأحياء إلى هنا يمشون ،،وبعد هذا الحدّ يموتون ،، أنت اليوم تمشي بعد الحدّ ،،،،
.
،،نظرتُ إلى الأفق ،، فيه كلّ الصور ،، فيه صورة غرفة الصف التي كنت ،،أقول فيها ذلك الكلام ،، كنتُ أسمِعُهم بيت الشعر " ..ويهزّني ذكر المروءة والنَدى ،،،" ،،،أقول لهم ،،،: يحبّ هذا الشاعر المروءة والشجاعة والأحرار ،،ويكره الأنذال ويكره الجهل ويكره الكاذبين ،،،،،،،،وأسألهم : هل تحبّ أن تكون كاذباً ،،،لا ،، ،،هل تحبّ جاهلاً لا يعرف شيئا ،،ويقولون : لا ،،،هل تحبّ المنافقين الذين يمنعون إزالة الأوساخ ،،! لا ،،،هل تحبّون جباناً ،،لايقول الحق ،، قالوا : لا ،،
.
وقلت لهم : هل تحبّون ذلك الطائر الحرّ الذي يغيب في أفق النور ،،،أم تلك الطيور الليلية التي تفعل في الظلام ،،،كلّ الرذائل ،،! قالوا : بل نحب ذلك الطائر الذي يسبح في الآفاق ،،،،،نحو الضوء
.
قلت لهم : هل تحبّون محمداً ،،قالوا : نحبّ الإسلام ،،ومحمداً ..قلت ..فالإسلام هو ان نستقيم لأن الله يرانا ...،،هل تحبّون صلاح الدين ،،! نعم ،،لماذا ،،قالوا :،،لو رأى صلاح الدين القدس ،،،يحمل سلاحه ولا يتركه حتى يموت أو يحرر القدس ،،! ،،صلاح الدين يحرّر كلّ شيء ..!
.
،،وكنت أقول لهم : هل تحبّون عمر ،،،قالوا ،،نحبّ العدالة وعمر ،،! ،هل تحبّون عمر بن عبدالعزيز ،،قالوا : نحبّ الذي قاوم إغراء الدنيا ،،وغلب اللهُ في قلبه كلّ ما يحب ،،وأحببناه لأنه كان أفقر من المسكينة جارته التي كان ينفق عليها من بيت المال ،،وأحببنا قوّته فقد أخذ المال من اللصوص ،،وأعطاه للفقراء ،،،
.
،،قلت : وتحبّون خالد بن الوليد ،،،فقاموا من مقاعدهم ،،وقالو ا : نعم ،،،،،قلت : في نفسي : يا ألله ،،ما أكبر عطشكم ،، للأبطال ،،،،
.
،،،ذهبتُ في الوادي ،،أنظرُ إلى الدنيا ،، كأنها ليست لي ،،وأنظرُ إلى الزهرة والقبّرة ،،والصخرة ،،أقول : أنتم ستظلّون هنا وأنا أذهب ،، وصارتْ حياتي خلفي ،،قد فرغتُ من كلّ شيء ،،،لم أصِر وزيراً ولم أصِر مديراً ،،،،كنت معلماً أعلّم الأولاد معنى الحياة الحقَة ،،
.
،،تلك الحياة تراها ، بعد أن تنزع الأغلفة والأقنعة ،،،هي الحياة التي يحبّها الله ،،وليست الحياة التي أوجدها الكاذب والكافر ،،والمنافق والجبان ،،،كلّ اؤلئك أعداء الإنسان ،،،،،كنت أبحث مع طلّابي عن الله ،،،ونحن نرى كلّ جميل ومخلص وصادق
.
،،واؤلئك الصادقون قليلون ،،تراهم كما ترى قبّرة جميلة فوق ركام من الأوساخ ،،،،وكما ترى زهرة بريّة ،،،،في البرْد تحت الثلوج ،،!
وقلتُ وأنا أنظرُ خلفي إلى حياتي،،:،،هناك في السماء ،، رتب أخرى ،، وأناس يصطفون ،،لن أكون أوَّلهم ولن أكون آخرهم ،،سأكون ما نفعتُ وما صدقتُ ،،،سيصطف إيماني وصبري وما قلتُ وما فعلتُ ،،،،،أنا كتاب ،،أمام الله ،،في ذلك اليوم ،،أنا والوزير والجليل والحقير......،، وليرحمنا الله
.
.
.
.
.
عبدالحليم الطيطي
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
لا تمثل المواضيع والمشاركات المطروحة في ظفار المجد مسؤلية الإدارة والمؤسسين والمنتسبين، إنما تحمل مسؤلية و وجهة نظر كاتبها