القصة /الفيتشر الإذاعي:
هناك عشرات التعريفات للـ"الفيتشر" الذي بات يعرف في اللغة العربية بـ"القصة" وتعني "هذه الكلمة حسب قاموس الياس العصري (وصفا مميزا) وهناك أيضا كلمة(feature-film) أي الفيلم الروائي. وعندما نقول(featureless) فان ذلك يشير إلى شئ يفتقد الطعم والرائحة والخصوصية.
يعرف الرئيس السابق في هيئة الإذاعة البريطانية(BBC) (Gilliam Laurence) "الفيتشر" بـ:
(يمكن القول أن الفيتشر ترمي إلى حبك الأصوات الأصلية مع السلطة الدرامية للعبة مع التركيز على أن الفيتشر تهدف أولا إلى توصيل المعلومات الصحيحة للمستمعين ولكن بأسلوب درامي).
على أن تعريف "الفيتشر/القصة الإذاعية" بطريقة أبسط يعني:
الفيتشر/القصة: هو تقرير أو قصة يرتكز على فكرة رئيسية حول قضية، جماعة أو فرد يقوم على إيصال المعلومة بأسلوب درامي يعتمد على التأثير.
عادة ما تستخدم القصة الإذاعية في الأخبار أو في برنامج حواري أو برنامج حواري يهدف إلى تناول موضوع ما بشكل أكثر عمقا.على أن المصطلحات هذه تختلف من محطة إلى محطة، وبشكل عام فان أنواع العمل الإذاعي "رجراجة" لا يمكن فصلها وتصنيفها بعضها عن بعض بسكين.
البرامج التي تتضمن قصصا أو تقارير إذاعية:
تستخدم القصة الإخبارية في الأخبار كما في المجلة الإذاعية. غير أن الاختلاف بين أهداف كلا البرنامجين يفرضان أيضا اختلافا في طبيعة القصص الإذاعية لكل منهما:
*ملاحظة هذا الجدول، يشمل استخدام القصة والتقرير الإذاعي.
زاوية المقارنة
البرامج الإخبارية
برامج المجلات الإذاعية
الطول
البرامج الإخبارية تغطي عدة مسائل، وهي لذلك تكون قصيرة. لذلك فان القصص الإذاعية تكون أيضا قصيرة.تستمر من دقيقة إلى ثلاث دقائق. لذلك فان الوقت وزاوية التناول تحدان من مواضيع القصص الإخبارية.
برامج المجلة تركز على قصة واحدة أو اثنتين في العادة. بقدر ما تطول القصة أو التقرير بقد ما تكون وثائقية، تقدم معلومات وحقائق، خاصة في المسائل السياسية،أو القضايا الاجتماعية.
دور القصة أو التقرير في البرنامج
يذهب التقرير أو القصة إلى العمق في تناوله قضية ما بتناوله معلومات تفصيلية حول الخبر أو الحدث.وفي العادة يتناول الرأي والرأي الآخر أو الآراء المختلفة حول الخبر.
في العادة تكون القصة او التقرير هو جوهر البرنامج أو الفقرة التي يدور حولها البرنامج. و"يختطف" التقرير أو القصة في العادة خبرا ما (مثال اليوم العالمي للمرأة، أو مكافحة التدخين..)، ولكنه يركز بشكل عام على تناول هذه المسائل من زاوية إنسانية. ومن الممكن أن يتبع القصة نقاش وحوار داخل الأستوديو.
القصة والتقرير:
البنية والهيكل:
متن القصة أو بنيتها يعتمدان على عدة عوامل، تشمل:
• الطول: هل تريدين عمل نص سريع (تقرير) أو قصة طويلة ذات طابع وثائقي؟ ليس للقصة طول معين، ممكن ان تبدأ من خمس دقائق وحتى نصف ساعة، وفي بعض الأحيان تكون أطول.
• المكان. تسجل القصة في العادة بالميدان وليس في الأستوديو. لهذا فان المكان هو عنصر مهم في القصة. كيف ستستخدم الأصوات المختلفة لإخبار قصتك ورسم صورة حية للمستمعين؟.
• المصادر. كم مصدر معلومات وعناصر اخرى لديك، كيف ستضمنيها قصتك؟ قد تستخدم بعضا مما يلي.
- مقابلات/كليب. كم مقابلة تريد في القصة؟ ليس هناك إجابة سهلة على هذا السؤال. ولكن قصتك يجب أن تركز على أكثر من جانب حتى تنال رضى المستمع.
- مؤثرات صوتية (مثال، خلفيات، إنفجارات، أصوات رصاص، حركة مرور، سوق مزدحم، صراخ حشود).
- الراوي والصورة الصوتية.
- الأصوات الأصلية. أو المقابلات والتعليقات السريعة من المواطنين أو الناس في الشارع حول القضية المراد تغطيتها.
- الزمن. هل تريد تغطية موضوع إخباري آني (في هذا النوع ستكون سريعا. أو التحقيق في موضوع له تطورات وتداعيات لا ترتبط بزمن آني ( في هذا النوع ستأخذ وقتا أطول).
- مكان البث، طبيعة البرنامج الذي سوف تبث ضمنه. هل ستبث القصة في برنامج إخباري او مجلة إذاعية؟ يمكن استخدام القصة في هذين النوعين من البرامج لذلك فان مكان البث سوف يؤثر على كل شيء من زاوية التناول التي حددتها وحتى طول نص القصة.
مواصفات القصة الإذاعية:
أولا: وجود قضية واقعية: القصة الإذاعية تتناول الواقع فالصحفي لا يسلي المستمعين بقصته إنما يوصل معلومة مهمة عن موضوع واقعي.
ثانيا: الطابع الدرامي:هذا ما يميز القصة الإذاعية عن الفنون الأخرى حيث يشمل ذلك بلورة الموضوع ثم تصعيد التوتر فيه وأخيرا الوصول إلى النهاية السعيدة أو المحزنة.
ثالثا: الإلمام الشامل بالموضوع: عندما يكون الصحفي متعمقا بالموضوع بالإضافة إلى رغبته في العمل على قصته. فان ذلك يجعله يؤدي العمل على أكمل وجه . تصور صحفيا يقوم بعمل قصة إذاعية عن موضوع لا يعرف تفاصيله وليست لديه الرغبة في العمل بل إنه محبط فما الذي يمكن أن يخرجه لنا سوى الفشل؟
رابعا: الطابع الذاتي: يستطيع كاتب القصة الإذاعية أن يتفاعل معها دون خوف من أن يؤثر ذلك على مهنيته مع عدم المبالغة والإفراط في النرجسية. كما إنه من الجائز للكاتب إذا كان هو نفسه الراوي أن يتحدث بلغة الأنا مثل(كنت اجلس في بيت تلك السيدة التي آكل الدهر عليها وشرب وهي تقص لي قصة عذابها مع أبنائها...الخ)، وهنا نجد أن ذلك يشكل اختلافا جوهريا ما بين التقرير الإذاعي والقصة الإذاعية.
خامسا:القلب والعقل: هدفان مهمان لكاتب القصة الإذاعية الذي يسعى إلى الوصول إليهما والتأثير فيهما .ولا يجوز للكاتب فرض رأيه على المستمع إنما يترك ذلك للمتحدثين في القصة.
سادسا: القصص الإذاعية أنواع: إن اختيار نوع القصة الإذاعية يحدده ما لديك من عناصر: معلومات، أصوات، مقابلات، موسيقى ومواد اخرى لهذه القصة، وعليك أن تضع ما لديك في النوع الذي تراه مناسبا. وبالنهاية فان المستمع هو سيد الموقف فقد يهنئك على حسن الاختيار أو قد يغير مؤشر الراديو إلى نانسي عجرم في الإذاعة الأخرى.
سابعا: مدة البحث: قد تعتقد أن القصة الإذاعية تحتاج إلى يوم لجمع المادة ويوم لتسجيلها ومونتاجها. ولكن عليك أن تعرف أن القصة الإذاعية الحقيقية قد تأخذ منك أسابيعا أو شهور بالإضافة إلى جهد كبير وقدرا من المال أيضا.
عناصر القصة الإخبارية:
تبنى القصص الإذاعية من عناصر مختلفة، تتضمن:
1- المحتوى.
- المؤثرات والصورة الوصفية: مثال، يريد مراسل نقل وقائع حفل تخرج جامعي، يذهب إلى الحفل، يلتقط الأصوات الميدانية التي سوف يبدأ بها القصة وبعد ذلك يصف للمستمعين ما الذي يراه.
- المعايشة: الفكرة من هذا المحتوى هو أن ينقل الصحفي المستمع إلى هناك إلى المكان الذي اعد عدت فيه القصة.مثال: يريد صحفي إجراء قصة عن صياد سمك في نهر دجلة، يذهب إلى هناك ويخرج مع الصياد في قاربه، وان استطاع في منزله أو في المقهى الذي يرتاده، ويقوم بتسجيل كل شيء (ودائما بعد الاستئذان): أصوات الصيادين الآخرين، صوت القارب، صوت الماء، لحظة إخراج الشبكة وغيرها. هذا النوع من المحتوى يترافق في العادة مع المؤثرات الصوتية.
- مقتطفات من كتب، وثائق، قصائد صحف: وهذه تقرأ في الأستوديو بأصوات وطريقة تتناسب وجو القصة. يجب التعامل مع الوثائق باحترام.
2- المقابلات
- مقابلات: أي قصة عن شخصية مشهورة يجب أن تتضمن عدة مقابلات: مع الشخصية نفسها، عائلتها، أصدقائها، زملاء، خبراء أو مختصين في نفس المجال. هذه المقابلات ممكن أن تدخل القصة متضمن السؤال أو يتم تحريرها بإيراد الإجابات فقط.
- المقابلات "في الشارع": وهذه عادة تكون قصيرة جدا مع الناس "في الشارع" حول موضوع محدد جدا.
- مقاطع صوتية: ربما تريد أن تبدأ قصتك بمقطع (كولاج) صوتي قصير يصفون فيها مشاعرهم؟. المقطع قد يستخدم وحده أو مع خلفية موسيقية. مثال(ممكن أن تبدأ القصة بمقطع صوتي لامرأة دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بيتها وهي تقول : (الله لا يوفقهم هدمو بيتي وين أروح أنا وولادي؟).
- مجموعة نقاش: إن قصة مثلا عن فرض الحجاب في الجامعات ربما تتطلب مجموعة تناقش فتاة ترفض هذا الفرض. ولكن لا يعني أن تتحول القصة هنا إلى حوار، إنما هو مقطع من ضمن القصة.
· الأصوات
- أصوات الحياة، نبض الحياة اليومية: تخيل انك تقوم بعمل قصة عن سوق الشورجة ببغداد، ستقوم بإجراء مقابلات مع الناس في السوق، لكن القصة لن تصبح حيوية إن لم توفق في اختيار مؤثرات صوتية، مثل ضجيج الناس، أصوات الباعة، أصوات العاملين في مقهى ..الخ. ولاحظ أن الأصوات هذه تختلف باختلاف البيئة فالأصوات في الشورجة تختلف عن الأصوات في أسواق الرصافة مثلا. لذلك يجب أن تبحث عن النادر والمميز في كل ميدان تعمل به قصتك.
- الأرشيف الصوتي: المقاطع من تسجيلات سابقة. مثل الموضوعات السياسية والأصوات الأرشيفية المتعلقة بالموضوع(في العادة تكون تاريخية).
- روح القصة/الفيتشر: لا نقصد هنا استخدام الموسيقى كفواصل بين فقرات كما هو مستخدم عادة في بعض المواد الإذاعية . وهذا ما لا يجب أن يكون في القصة الإذاعية بل أن دور الموسيقى يختلف تماما في القصة حيث أننا نريد أن نتعمق في الموضوع من خلال الموسيقى ففي كثير من الأحيان تكون الموسيقى أقوى من الكلام واشد تأثيرا. وتذكر دوما أن تعمل ما ليس معتادا من قبل فإذا كنت تعد قصة عن العرس التقليدي لفئة ما أو لقرية ما حاول أن تبدع وأن لا تكرر.
- المونتاج. يجب مزج النص المعد من المحرر بكل عناصر القصة بشكل فعال ومؤثر مع التركيز على ترابط الموضوع وسلاسته.
وتذكر أن عناصر التقرير الإذاعي الإخباري تمزج في العادة بشكل أسرع وتتضمن عناصر أقل. أما في القصص المخصص لبرامج المجلة قد تتضمن جميع العناصر ويتطلب مونتاجها وتحريرها وقتا أطول. مثال قد يقوم الصحفي بتسجيل مقابلة مدتها 20 دقيقة ثم عند التحرير يستخدم منها مقطعا مدته دقيقتين فحسب. هنا يجب تمييز الجزء الأقوى من المقابلة وجمعها إلى بعض المقابلات الأخرى وهذا يطلب وقتا أكبر في عملية التحرير.
خطة إعداد القصة
هذه الخطة سوف تساعدك عند تحرير المواد في الأستوديو:
- حمل جميع المواد على جهاز الكمبيوتر.
- اختر من عناصر القصة ما أكثر أهمية.
- ضع خطة لبنية النص وابدأ بكتابة المسودة.
- امتلك قلبا شجاعا في حذف الزوائد.
- أكمل المسودة الأولى والقها في سلة المهملات واعد الكتابة من جديد.
- اختر الموسيقى المناسبة أو المؤثرات الصوتية الأخرى.
- سجل صوت الراوي وقم بتحريره وربطه بالعناصر الأخرى.
- اعمل بروفة أولية للبرنامج.